قمامة اللغة*..!
العنف والتحرش في الشارع،* والتشهير* في الصحف واثارة الغرائز علي* الفضائيات*.. وفوق ذلك امتهان اللغة اليومي لدي الجميع والفساد والرشوة*...
ظواهر واضحة للعيان،* وواضحة متغيراتها وانعكاساتها علي الشخصية المصرية،* ومنظومة القيم وعلي الخريطة الاجتماعية*.
في الأيام القليلة الماضية انشغل الناس،* معظم الناس،* بفضيحة* »جريدة البلاغ*« والزج باسماء بعض الفنانين في قضية* »شبكة الشذوذ *****ي في فندق سميراميس*«... ثم سحب ترخيص الجريدة واحالة الأمر إلي القضاء*!
وانشغل الناس بنفس درجة الاهتمام والشغف بمتابعة قضية المكالمة التليفونية المثارة حاليا لأحمد شوبير مع احدي المتدربات الصحفيات وما هو منسوب فيها من مستوي الحوار المتدني بينهما وألفاظ السب والقذف والتي تناول بها المستشار مرتضي منصور والذي رد عليه بدوره بنفس المستوي من الحوار متهمه بالاتجار في المخدرات*!
وانشغل الناس في نفس الأيام بقضية النقاب وما خالطها من خروج عن حدود اللياقة في الحوار*!!
الحوار المتدني واللغة المهانة والمهينة هو المشترك العام بين الموضوعات الثلاثة*.. وانشغال الناس السلبي ايضا مشترك لافت في تلك الظواهر المخزية*.. فاهتمام الناس لم يكن علي سبيل الجدية وادراك خطورة التحلل والانهيار والخلل الذي نعانيه*.. لم يكن علي مستوي المطالبة بالمواجهة الحاسمة أو حتي علي مستوي التأمل والقراءة لاحوالهم،* والمراجعة لما يحدث والتفكير فيه وفي كيفية معالجته واصلاحه*.. علي العكس كان الاهتمام في الأغلب الأعم من باب الفضول والشغف والتلصص،* وكشف الاسرار وتعرية دواخل الناس والاستمتاع بالاذي الواقع علي الغير*.. ولا مانع من الفرح والحمد من كون المصيبة لم تمسهم أو تقترب منهم*.
ليست* »البلاغ*« وحدها،* وليس* »شوبير*« ولا* »مرتضي*« ولكن الجميع متهمون بالاعتداء الصريح علي اللغة وعلي القيم وعلي المجتمع نفسه*.
عنف لغوي آخر أو بذاءة لغوية اخري أخذت شكلا مغايرا حين وقف د.علي لطفي رئيس الوزراء الاسبق في احتفال عام ليمدح رئيس مجلس الشعب د.فتحي سرور بقصيدة* »احبك يا ويكا حب الفرخة للديكا*«!
هكذا تمتهن اللغة بصورة يومية*.. تفقد حساسيتها وجمالها وتفقد وظيفتها ودورها وقدرتها علي التعبير عن اهدافها،* وتنحرف عن مسارها بعد ان تحطمت قواعدها في المدارس وتغربت في الشوارع عبر آلاف اللافتات الاجنبية فوق واجهات المحلات ولوحات الاعلانات*.
عندما لاحظ الفرنسيون انتشار تداول كلمة* weekend* بينهم اطلق وزير الثقافة* »الفرنسي طبعا*« حملته لمواجهة الغزو الثقافي ومحاولات* »امركة*« المجتمع الفرنسي*!!
ماذا عن لغتنا نحن؟
كم من المفردات الهجين التي تخترقنا،* وكم من التحريف والانحراف،* وكم من الشتائم والسباب،* وكم من الامتهان والمهانة؟*!
من يطلق حملة تنظيف المدينة من القمامة والقبح والبذاءة والتي تحاصرنا في كل مكان؟*.. من يطلق حملة تنظيف المدينة من قمامة اللغ